نعم أحب جهنم !!!

 نعم أنا أحب جهنم ... وأنا راض عنها كل الرضى ، لا لأني أحب الإقتراب منها لا وألف لا (أعاذني الله وإياكم منها ) إنما أحب جهنم لأنها تمثل أحد شقي العدل ،والشق الآخر من العدل هو الجنة ونعيمها، لأن وجودها من مقتضى عدل الخالق جل وعلا 

بها ينصف المظلوم من الظالم ،وبها يؤدب ويجازى جبابرة الأرض وطواغيتها الظالمين المستكبرين .

نعم أحب جهنم... لأن الشيء يعرف بضده ،فنعمة الغنى تعرف إذا عرف الفقر ، ونعمة الصحة تعرف إذا عرف الإنسان السقم والمرض ، ونعمة الإيمان تعرف إذا عرف الكفر والشرك .

فيحمد الإنسان الله تعالى أن هداه إلى نعمة الإيمان ونجاة من الكفر والشرك ،ونعمة الأمان تعرف إذا عرف الخوف ، وكذلك الجنة ؛ فنعيمها وفضلها يعرف على الوجه الأكمل عندما تعرف جهنم وعذابها.

لذا نجد القرآن الكريم في كثير من الآيات يصف الجنة ونعيمها بعد أن يصف مباشرة جهنن وعذابها ، وما لأهلها من عذاب ونكد وشقاء .

كذلك العكس أحيانا يأتي وصف جهنم وعذابها بعد وصف الجنة ونعيمها ، لأن الشيء يعرف بضده .

نعم أحب جهنم ... لأن ذكرها يردع الظالمين والعاصين عن الإسترسال بظلمهم وعصيانهم وغيهم ، ويزيد العابدين الصالحين المتقين عبادة ، وصلاح وثقة وإيمان .

نعم أحب جهنم... لأنها تحمل العباد على الدعاء والتوبة والإستغفار وطلب الرحمة من الله عز وجل فيما قد يقع فيه من التقصير والتفريط.

نعم أحب جهنم ...

لأن الله عز وجل يذهب غيظ قلوب عباده المؤمنيين،

إذ كم من طاغية متسلط يحمله طغيانه على الظلم ، والبطش والعدوان ..من دون أن يجد من العباد من يردعه أو يوقفه عند حده ، فتغتاظ منه قلوب المؤمنيين الموحدين ، وعندما يعلمون ويؤمنون بأن جهنم ميعاده وهي له بالمرصاد تهدأ نفوسهم وترضى ويذهب الله غيظ قلوبهم .

لا يمكن أن نتصور الحياة أو نعيش في الحياة الدنيا من دون الإيمان بجهنم ، فضلا عن أن نتصور الحياة الآخرة من دون جهنم .

فسبحان الله الذي خلق جهنم وعذابها .

فله الحمد أن خلق جهنم ، كما له الحمد أن خلق الجنة .

لأجل ذلك قلت لكم أني أحب جهنم .

أسأل الله عز وجل أن يجيرني وإياكم من جهنم وعذابها .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهة تداوي عمر رضي الله عنه بماء الرجل

فضل معاوية في كتب الشيعة

زواج عائشة في سن صغيرة